عقاب الزوجه التى تمتنع عن معاشرة زوجها لها

رسالة من سيدة كانت وراء هذا التحقيق حيث تقول: انني متزوجة
منذ ثلاثين عاما ولدي 8 ابناء. ومنذ 12 عاماً قام زوجي بالزواج من أخري ومنذ
ذلك التاريخ وانا امتنع عن فراشه وهي تتساءل : هل هذا حرام؟!



يقول الدكتور فرحات عبدالعاطي استاذ الفقه بكلية الشريعة
والقانون بجامعة الازهر: اباح الاسلام للرجل ان يتزوج بأكثر من واحدة مادام
يعدل بينهن وفي ذلك يقول تعالي "فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثني وثلاث
ورباع فإن خفتم الا تعدلوا فواحدة" النساء 3
وهذا معناه ان شرط التعدد هو
العدل بين النساء فإذا ظن نفسه انه لن يعدل بين الزوجات فلا يجوز له التعدد
كما نصت الاية ولقوله صلي الله عليه وسلم: من كانت له امرأتين فلم يعدل
بينهما جاء يوم القيامة واحد شقيه مائل.
يضيف : واباحة الزوج بأكثر من
واحدة من الأمور الواضحة للجميع. وعندما تزوج هذا الرجل بأخري كانت الاولي
تعلم ان من حقه ان يتزوج عليها وبالتالي اذا لم يظلمها ولم يهضمها حقها..
فعليها واجبات تجاهه يجب ان تؤديها واولها ان تمكنه من نفسها فإذا امتنعت
عرضت نفسها لعقوبة الله وغضبه. وقد بين رسول الله صلي الله عليه وسلم ان
المرأة حين يطلبها زوجها للفراش فتمتنع فإنها تبيت الملائكة تلعنها حتي تصبح
بالاضافة الي أنها تعتبر ناشزا أي غير مطيعة لزوجها وبالتالي تسقط نفقتها
عنه.. أي ان من حقه ان يمتنع عن الانفاق عليها لما هي عليه من نشوز. وهذه
المرأة عليها ان تتقي الله وترجع الي الالتزام بأحكام دينها وتمكن زوجها من
نفسها وتؤدي جميع الواجبات المقررة له.

تحرم من الجنة

ويقول
الدكتور رمضان عبدالودود استاذ اصول الفقه بجامعة الازهر : هناك حديث مشهور
لرسول الله صلي الله عليه وسلم يقول فيه: أيما امرأة دعاها زوجها الي فراشها
وامتنعت حرم الله عليها رائحة الجنة.. فيجب علي كل زوجة ان تطيع زوجها في هذه
الامور كما يجب علي الزوج اذا كان معددا للزوجات ان يعدل بينهن في المبيت
ويحقق العدل المطلوب بين الزوجات. مع ملاحظة انه ليس من حق الزوجة الامتناع
عن فراش الزوجية اذا دعاها اليه وهناك حديث شريف يقول: أيما امرأة دعاها
زوجها فأبت. فبات عليها غضبانا حرم الله عليها رائحة الجنة.

قضية
متداخلة

وتري الدكتورة آمنة نصير الاستاذة بجامعة الازهر ان هذه
القضية تتداخل فيها أمور كثيرة منها ان هذه السيدة اذا كانت تستطيع ان تتغاضي
عما فعله زوجها وهو نوع من الغدر لصحبتها واستطاعت ان تغض الطرف عن هذا الفعل
فلابد ان تعطيه حقه.. ولكن اذا استحال عليها نفسيا ان تتقبله مرة اخري فإنه
عليها ان تستغفر الله علي هذا العمل وهو لديه زوجة اخري تعفه وتصونه. ولا
استطيع ان اقول لها ان تكسر نفسها وتتجاوب معه.
اما في حالة عدم تزوجه من
امرأة اخري وحدثت القطيعة بينهما فأقول لها: يجب ان تقاومي نفسك وتقربي بينك
وبين زوجك حتي تؤدي واجبك نحوه علي أكمل وجه خشية انحراف زوجك.
ولكن
طالما انه لديه زوجة اخري تعصمه من الانحراف فأطالب الزوجة الاولي بأن تكثر
من الاستغفار والله يعلم مابداخلها من رفض ومرارة وان يكون اتجاهها إلي الله
وسيملأ قلبها بالرضا والسكينة والعوض الكبير